في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، أصبحت الزراعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط تواجه تحديات بيئية متزايدة، من أبرزها: ارتفاع درجات الحرارة، عدم انتظام الأمطار، وزيادة معدلات التبخر والنتح. هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على توفر وجودة الموارد المائية، مما يضع ضغوطًا كبيرة على الإنتاج الزراعي، خاصة في الحقول المكشوفة والمناطق ذات القيمة الزراعية العالية. وأمام هذا الواقع، باتت ملوحة المياه والتربة من أبرز المعوقات أمام تحقيق إنتاجية مجدية ومستدامة.
________________________________________
الري بالمياه المالحة: من خيار إلى ضرورة
في كثير من المناطق، لم يعد استخدام المياه المالحة للري خيارًا، بل ضرورة لا مفر منها. فقد أدى التغلغل التدريجي لمياه البحر، والاعتماد المتزايد على الآبار العميقة، إلى تراجع كميات المياه العذبة المتاحة. ومع هذا التوجه، يواجه المزارعون تحديًا متزايدًا يتمثل في ارتفاع تركيز الصوديوم والأملاح الضارة الأخرى، وهو ما يُلحق الضرر بالتربة والمحاصيل على حد سواء.
________________________________________
أضرار الملوحة: التربة والنبات والإنتاج تحت التهديد
الملوحة الزائدة – وخاصة الصوديوم – تتسبب في مشكلات زراعية كبيرة. فهي تضعف بنية التربة، وتقلل من نفاذية الماء، وتؤدي إلى تكدّس التربة، مما يعيق حركة المياه ويؤثر على تغذية النبات.
أما بالنسبة للنبات، فإن الصوديوم يُقلل من قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم. وكنتيجة لذلك، تتعرض النباتات لضعف عام، تباطؤ في النمو الخضري، انخفاض في الإنتاج، وفي بعض الحالات، موت مبكر للجذور.
ومن المهم التمييز بين نوعين من الملوحة:
• الملوحة الناتجة عن تجمع الأملاح العادية مثل الكربونات والكلوريدات.
• والملوحة الناتجة عن وجود الصوديوم الحر في التربة، وهو الأخطر خاصة على محاصيل الخضر والفاكهة، لأنه يخل بتوازن العناصر الغذائية ويعرض النباتات لضغوط أسموزية وفسيولوجية شديدة.
________________________________________
الحلول التقنية: فعالة ولكن غير متاحة للجميع
توفر تقنيات مثل نظام إزالة الأملاح من المياه حلاً فعالاً لتقليل ملوحة مياه الري، لكنها مكلفة للغاية وتتطلب طاقة تشغيل عالية، مما يجعلها غير مناسبة للمزارعين أصحاب الأراضي الصغيرة والمتوسطة.
يلجأ بعض المزارعين إلى حلول بديلة مؤقتة، مثل استخدام أحواض مائية صناعية يتم فيها خلط مياه الأمطار النظيفة مع المياه المالحة قبل الري.
الهدف من هذه الأحواض هو تقليل تركيز الأملاح في المياه، خاصة تقليل التوصيل الكهربائي، وهو مقياس يشير إلى مستوى ملوحة المياه؛ فكلما ارتفع التوصيل الكهربائي زادت الملوحة، وزاد الضرر المحتمل للنباتات والتربة.
لكن هذه الطريقة تعتبر مؤقتة، لأنها لا تعالج المشكلة الأساسية وهي تراكم الأملاح في التربة والمياه.
________________________________________
SINSAL معالج حيوي يُجدد التربة ويُحسّن المحاصيل:
استجابةً لهذه التحديات، طورت شركة Mugavero منتج SINSAL، وهو معالج حيوي مبتكر يعتمد على تكنولوجيا التعاون الميكروبي الفعال. تم تصميم هذا المنتج لمعالجة مشاكل الملوحة بطريقة طبيعية، فعالة، ومتكاملة.
يتميز SINSAL بآلية عمل مزدوجة:
• العمل الكيميائي: بفضل وجود ليغنوسلفونات الكالسيوم، التي ترتبط بالصوديوم وتقلل من تركيزه في التربة، مما يُعيد للتربة قدرتها على تبادل الكاتيونات ويحسن هيكلها.
• العمل الميكروبي: من خلال مزيج من البكتيريا المحبة للملوحة، التي تؤدي وظائف بيولوجية حيوية تشمل: عزل الصوديوم الزائد، إذابة الفوسفات، وتحفيز إنتاج السايدروفورات – وهي مركبات تساعد النبات على امتصاص المغذيات الدقيقة بكفاءة أعلى.
هذا النهج الحيوي لا يقتصر على تقليل آثار الملوحة فقط، بل يعمل على تجديد البيئة الميكروبية في التربة، مما يُحفز نموًا صحيًا ومستدامًا للجذور والنبات.
________________________________________
تجربة واقعية: نجاح مزارعي الحمضيات في ريبيرا (Ribera) بمحافظة Agrigento
تُعد منطقة ريبيرا (Ribera) بمحافظة Agrigento مثالًا واضحًا على فعالية SINSAL. تشتهر هذه المنطقة بإنتاج برتقال ريبيرا المحمي PGI (Protected Geographical Indication)، لكنها تواجه مشاكل ملوحة حادة نتيجة استخدام مياه نهر Magazzolo أو مياه الآبار، والتي غالبًا ما تحتوي على نسب صوديوم تتراوح بين 400 إلى 750 ملغم/لتر – أي ما يفوق بكثير الحد الموصى به لري الحمضيات (100 ملغم/لتر) والحد الأقصى المقبول (200 ملغم/لتر).
من خلال استخدام SINSAL في نظام التسميد عبر الري، تمكن المزارعون من:
• تقليل التوصيل الكهربائي للماء والتربة،
• تحسين ملموس في هيكل التربة،
• القضاء على علامات الإجهاد الملحي في النباتات،
• والأهم من ذلك، تحقيق إنتاجية أعلى من التوقعات، حتى في مواسم الجفاف.
________________________________________
ثورة بيولوجية تعيد تشكيل الزراعة
أثبت SINSAL أن التكنولوجيا الحيوية ليست فقط وسيلة للحفاظ على خصوبة التربة وتنشيطها، بل هي السبيل لزراعة أكثر توازنًا وقوة أمام تحديات الظروف المناخية، عبر حلول طبيعية متطورة تعيد الحياة للتربة وتزيد من إنتاجية المحاصيل.
________________________________________